
الفرق الوحيد أن الهولوكوست الفلسطيني هو محض حقيقة، وليس مجرد وهم كهولوكوست الشعب اليهودي المزعوم.
هل في الأمر مفارقة؟ التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى، دكتاتورية نازية فاشية مدعومة بقوى استعمارية غاشمة تقتل الاطفال والنساء وتعيث فسادا بالأرض، والنازيون الجدد يصفقون!
هكذا هي حتمية التاريخ، الشعب اليهودي الغبي الذي سباه نبوخذ نصر منذ القدم ولفظته الشـــعوب الأوروبية أيضـــــا، لا يزال يمارس غباءه وغروره المشبع بالتعالي المرتكز على جرائم بحق الشعوب الأخـــرى، تماما ككل الدكتاتوريات الــــبائدة، ها هو اليوم أيضا يجر ذاته إلى منتهى الغباء في الطريق إلى مذبحته على يد أحرار العالم العربي القـــــادمين، مذبحة الشعب اليهودي النازي الجديدة تقترب أكثر كلما ازداد غرور هؤلاء وجنــــون عظمة دولتهم المزعومة التي ستغرق في بصاق ملايين الشباب العربي الثائر...
يهود العالم الذين أصابهم وهم اسرائيل الكبرى، لا يريدون ان يعترفوا بما قالت توراتهم ولا يريدون ان يستمعوا لصوت الناشطة 'راي أبليه' اليهودية التي قاطعت خطاب الزعيم نتنياهو في الكونغرس، ولا لأصوات العشرات من المفكرين اليهود، هم لم يتعلموا درس حزب الله الذي جعل من شمال فلسطين المحتلة مدائن أشباح بمجرد سقوط صواريخ المقاومة، لا يريدون ان يفهموا ان اليهود الذي يحتلون فلسطين لن يجلسوا ساعة واحدة في بيوتهم في الطريق الى مطارات العالم عندما يدق ناقوس الحرب الحقيقية، اليهود القادمون من بولندا وروسيا وامريكا وغيرها لا يزالون يحتفظون بجوازات سفر بلدانهم الأصلية استعدادا لهذا اليوم على ما أظن.
هنا في فلسطين يكبر الوجع مثلما يكبر الحلم، الأمة العربية التي تستعيد ألقها بثورات أعادت للرجل العربي حضوره الحضاري، جعلت من الشعب الفلسطيني ماكينة أمل بأن التحرير قادم لا محالة، الزحف العظيم الذي نفذه الفلسطينيون والعرب على طول الحدود الهادئة منذ عشرات السنوات يؤشر إلى أن ثمة تغييرا حقيقيا في شكل المنطقة قد يساهم فيه بشكل جلي سقوط نظام بشار الأسد، الذي جعل من المقاومة حالة وردية في الجولان المحتل، وتغييرا حقيقيا في أطول خط حدود مع البلاد المحتلة في الأردن، الذي جعل الشباب الفلسطيني والعربي الزاحف في قرية الكرامة يعود حافيا عاريا إلى العاصمة عمان.
في مصر بدأ التغيير، وها هي أول حــــدود فلسطينية عربية تفتح على مصراعيها من دون رقابة أمريكا او اوروبا او الكيان الصهيوني، التغيير الذي أحدثه صوت الجماهير المصرية التي صرخت باسم فلسطين في ميدان التحرير بذكرى النكبة سيمتد صداه في وجدان كل عربي حتى في العراق، الذي تعاقبت عليه الحكومات الاحتلالية وبات متململا وناشدا للحرية، فلسطين لن تغيب عن العراق أيضا.
أوباما يفهم جيدا ما الذي يحدث في العالم العربي، الصهيونية العالمية لا تريد أن تفهم أن إسرائيل ستذوب مثل ذرة ملح في كأس الأمة العربية التي تغلي بالحقد ورغبة الانتقام، أوباما يفهم أيضا ألا وجود الآن لأنظمة عميلة تسهر على أمن إسرائيل، لأن هذه الأنظمة فشلت في حماية أمنها، الصهيونية العالمية المدعومة برجال الغستابو الصهيوني من أعضاء الكونغرس لا يريدون ان يفهموا ذلك عندما قتلوا آمال الشعب العربي والفلسطيني بتسوية سلمية للصراع التاريخي بتصفيقهم الغبي لنتنياهو.
هي حتمية التاريخ إذن، مثلما علا فرعون في الأرض وجعل أهلها شيعا يقتل أطفالهم ويستحيي نساءهم، ها هي اسرائيل تعلو، علوها الكبير في الطريق إلى المنتهى، الغرور والغطرسة الاحتلالية باتت ستارا يحجب على حكماء صهيون بعد النظـــــر والحكمة والمعرفة اليقينية بالمتغيرات هنا، الأمريكي الأسود أوباما، زعيم أمريكا المهـــــزوم في الكونغرس أمام نتنياهو، يشتم رائحة التغيير، ولكنه لن يستطيع ان يفــــعل شيئا بمحاولاته البائسة، لن يغير وجه أمريكا القبيح في وعي العالم العربي والاسلامي، ولن يقنع يهود العالم بان يكونوا رحماء على أنفسهم قبل أن يجروا أنفسهم للمذبحة القادمة، لن يستطيع فعل ذلك، لأن لا أحد في هذا الكون يستطيع العبث بحتمية التاريخ.
نشرت بالقدس العربي بتاريخ 2011/6/1